مشروع الحكم الداتي بالصحراء المغربية وانعكاساته على المنطقة

الاولي اللعبةالعقد في الظلام علي مستوى الطلائع يعطى كل كشاف حبل ويغمض عينينه بمندله ثم يطلب من كل طليعة ان تقوم بعمل مجموعة من العقد وهي مغمضة العينين ويحدد زمن معين والطليعة الاسرع هي من تفوز باللعبة اللعبة الثانية …

يعتبر نزاع الصحراء المغربية من بين أقدم وأعقد النزاعات التي لازالت
تشهدها القارة الافريقية والدي يشكل عقبة في وجه العلاقات المغربية -
الجزائرية خاصة واستكمال بناء وتفعيل هياكل

المغرب العربي بصفة عامة
، ومن أجل طي هدا النزاع تقدم الطرف المغربي بمشروع الحكم الداتي الموسع
للأقاليم الجنوبية ، والدي يروج له الدبلوماسيين المغاربة هده الأيام
بمختلف العواصم والمحطات الدولية ، لكسب تأييد دولي للمشروع المزمع تقديمه
لهيئة الأمم المتحدة نهاية شهر أبريل المقبل للتصويت عليه ، ولم تعرف عن
هدا المشروع خطوطه العريضة سوى ماتناقلته بعض وكالات الأنباء أي مجرد
اشارات مقتضبة تتحدث عن برلمان اقليمي منتخب وحكومة تتمتع بسلطات واسعة ،
وقد اعتبره الرئيس الفرنسي " جاك شيراك" -اي مشروع الحكم الداتي- بأنه "
مشروع بناء، وعلى الأمم المتحدة أن تأخده بعين الاعتبار " فيما وصفه
الأمين العام للأمم المتحدة " بان كي مون " في تصريح لوكالة " ايفي "
الاسبانية ب " المبادرة المرنة " من طرف المغرب.
أما فيما يخص الطرف الثاني في النزاع ؛ الجزائر فتتمسك بحل وحيد وأوحد ولا
بديل عن تقرير المصير تحت اشراف الأمم المتحدة ؛ ففي حوار مع جريدة "
الباييس الاسبانية " بمناسبة زيارة ملك اسبانيا " خوان كارلوس " وعقيلته "
صوفيا " الى الجزائر ، من ضمن الأسئلة التي وجهت الى الرئيس الجزائري "
عبد العزيز بوتفليقة " حول احتمال اندلاع نزاع مسلح مستقبلي أو تجدد
المواجهات بين البوليساريو والمغرب ، قال حرفيا :" حسب رأيي هده فرضية
لايمكن استبعادها ونتمنى أن لاتحدث " ، ففضل حلا سلميا عبر تنظيم استفتاء
تقرير المصير تحت اشراف الأمم المتحدة ، وقد هدد في هدا الصدد وزير الدفاع
لما يسمى بجبهة البوليساريو ؛ " البوهالي" على أن الجبهة قد تعود الى حمل
السلاح كخيار وحيد وأوحد ؛ مما ينبؤ بحرب رمال جديدة على شاكلة حرب الرمال
الطاحنة بين الطرفين سنة 1962.
ان هاته المواقف المتباينة بين الأطراف من شأنه أن يدخل المنطقة في دوامة
من العنف - ليست في صالح أحد - ومن تم زعزعة استقرار المنطقة بأكملها ،
وغياب الحوار المباشر بين الطرفين ؛ المغرب - البوليساريو بالاضافة بين
المغرب والجزائر كطرف اخر في القضية وهو السبب الرئيسي في استمرار النزاع
، وكدلك من جهة أخرى فمنح الحكم الداتي للأقاليم الجنوبية من شأنه تحريض
أقاليم أخرى لها خصوصياتها الثقافية على المطالبة هي الأخرى بحكم داتي
كالريف مثلا كما قال وزير الداخلية المغربي الأسبق " ادريس البصري " في
استجواب له مع جريدة " الأيام المغربية ".